أسلم في العام الثامن للهجرة، وقد تجاوز الخمسين من عمره، ولما أسلم كان النبي يقرِّبه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وولاَّه غزوة ذات السلاسل، وأمده بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثم إستعمله على عُمَان فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الذي إفتتح قِنَّسْرِين، وصالح أهل حلب ومَنْبِج وأنطاكية، وولاّه عمر فلسطين.
¤ تواضع عمرو بن العاص:
قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلاً مات رسول الله وهو يحبه، أليس رجلاً صالحًا؟ قال: بلى، قال: قد مات رسول الله وهو يحبك، وقد إستعملك، فقال: قد إستعملني، فوالله ما أدري أحبًّا كان لي منه أو إستعانة بي، ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر رضي الله عنهما.
¤ من مواقف عمرو بن العاص مع النبي صلى الله عليه وسلم:
عن موسى بن علي، عن أبيه قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله: «يا عمرو، اشدد عليك سلاحك وثيابك»، قال: ففعلت، ثم أتيته فوجدته يتوضأ، فرفع رأسه فصعَّد فيَّ النظر وصوّبه، قال: «يا عمرو، إني أريد أن أبعثك وجهًا فيسلمك الله ويغنمك، وأَزْعَبُ لك من المال زَعْبَةً صالحة»، قال: قلت: يا رسول الله، لم أسلم رغبةً في المال، إنما أسلمتُ رغبة في الجهاد والكينونة معك، قال: «يا عمرو، نِعِمَّا بالمال الصالح للرجل الصالح».
المصدر: موقع منبر الداعيات.